بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما لم تتوقع شركة "فيراري" ان يبرز لها منافس جديد على صعيدي السرعة والاداء القوي من "فولكسفاغن" بالذات... ولكن سيارة "غولف جي تي آي" الجديدة من انتاج الشركة الالمانية، قد تكون هذا المنفس الآتي من سيارة كانت، حتى فترة قريبة، متواضعة بين فئة السيارات التي يصفونها عادة بالاداء العالي.
والمركبة الجديدة المدهشة هذه التي ستصل سرعتها الى 200 ميل (320 كيلومترا) في الساعة، وستحمل اسم "غولف جي تي آي دبليو 12"، وسيكون بمقدورها تجاوز كل "نجوم السرعة" تقريبا، واولاها سيارة "بورشه" الرائعة و"لومبيورغيني" و"فيراري"... ليس على حلبات السباق فحسب، بل أيضا على الطرقات الدولية التي يسمح فيها عادة بمعدل سرعة عالية، كالطرقات السريعة (أوتوبان) في المانيا، وبعض طرقات ايطاليا.
ورغم ان "غولف جي تي آي دبليو 12" لا تزال في طور التصميم، فان المعلومات المتوفرة عنها تسببت بما يشبه الزلزال في عالم عشاق السرعة والسباقات، خاصة بعد ان اعلنت فولكسفاغن انها تدرس تزويدها بمحرك عملاق بقوة 640 حصانا ما يجعلها اقوى سيارة "هاتشباك" انتجت لغاية اليوم.
ويقول مهندسو الشركة الالمانية العملاقة ان هيكل السيارة الجديدة سيكون من البلاستيك المقوى، او المعزز الخفيف الوزن، وانها ستتضمن جميع اللمسات العصرية للقرن الواحد والعشرين، مما يضعها في مرتبة السيارات المتفوقة التي لا يربو عددها حاليا على عدد اصابع اليد الواحدة. وهي بهذا المحرك العملاق والوزن الخفيف ستكون قادرة على الانطلاق من سرعة الصفر الى سرعة 60 ميلا (100 كيلومتر) في اقل من 3.7 ثانية، وذلك بفضل الاسطوانات الـ 12 التي يضمها محركها البالغة سعته ستة لترات. وهو المحرك نفسه الذي يدفع سيارة "بينتلي كونتيننتال" الفاخرة التي تلقب بـ"بيبي بينتلي". وكان هذا المحرك قد احدث ضجة كبرى ايضا لدى ظهوره للمرة الاولى، نظرا الى قوته الخارقة، خاصة وانه من انتاج فولكسفاغن التي اعتادت على انتاج المحركات الصغيرة نسبيا، وكان هذا اول انتاج لها في عالم المحركات الجبارة.
ومن المعروف ان اقوى سيارات "غولف" الحالية واسرعها هي سيارة "غولف آر 32" التي تباع حاليا في بريطانيا بـ 25 الف جنيه استرليني، لكن سعر السيارة الجديدة ما زال غير معروف، وان كانت مصادر الشركة الالمانية تتوقع ان يكون في حدود الـ 75 الف جنيه استرليني.
عندما ابصرت سيارة "غولف" الاصلية النور لأول مرة قبل اكثر من 30 سنة، لم يكن احد يتوقع ان تتحول هذه المركبة المتواضعة المعلبة الشكل، الى سيارة بمثل هذه القوة والاداء العالي وبهذه السرعة التي تضاهي سرعة سيارات السباق من الفئة الاولى (الجائزة الكبرى). وكانت سيارة "غولف" الاصلية الاولى، رغم تواضعها مقارنة بمقاييس اليوم، سيارة قوية في ذلك الجيل، بمحركها الذي تبلغ قوته 100 حصان مكبحي وسرعتها التي تصل الى 108 اميال في الساعة. وهذا ما جعلها بالدفع على العجلتين الاماميتين ان تتجاوز شهرة سيارة "ميني" في الثمانينات من القرن الماضي بعدما وصلت مبيعاتها إلى الملايين.
ويتوقع ان تسجل غولف الجديدة "جي تي آي 12" النجاح ذاته عندما تظهر على الطرقات، خاصة بين عشاق السرعة والقيادة الرياضية، لا يحد من جموحها سوى تحديد السرعات على غالبية الطرق العالمية.
والجدير بالذكر أن "مفاجآت" شركة فولكسفاغن لم تقتصر على محرك الـ"غولف جي تي أي" بل شملت ايضا تطوير نظام آلي لايقاف سياراتها من طراز "توران"، فقد توصلت فولكسفاغن إلى إدخال تحسينات عديدة على هذا النظام الذى طورته شركة تويوتا وقدمته لاول مرة في سيارة بريوس. وخلافا للنظام المعقد الذي يعمل من خلال كاميرات في السيارة بريوس ،حيث يتعين على السائق ان يدخل حدود منطقة الوقوف على شاشة تعمل باللمس، فان نظام "توران" سهل الاستخدام للغاية لدرجة أنه يتم إيقاف السيارة آليا تقريبا.
وما على السائق إلا أن يشغل نظام المساعدة على الايقاف بالضغط على زر اسفل ذراع جهاز نقل الحركة. ثم تبدأ مجسات تعمل بالموجات فوق الصوتية في عمل مسح لمكان الوقوف عند جانب الراكب في السيارة. وبمجرد العثور على مكان طوله خمسة امتار و80 سنتيمترا على الاقل، يستجيب النظام باطلاق صوت متكرر. ويعمل هذا النظام من دون كاميرات نظرا لان الفنيين في شركة فولكسفاغن عملوا على تحسين قدرة اجهزة الاستشعار والكمبيوتر الموجودة في السيارة.
وكل ما يجب على السائق ان يفعله بعد ذلك هو أن يضع ناقل الحركة في وضع الرجوع إلى الخلف وتشغيل دواسة المسرع وأن يرفع يده عن عجلة القيادة في الوقت الذي يعمل فيه النظام ويؤدي كل العمل بدلا منه، حيث يقوم بمهارة بتوجيه السيارة الى مكان الوقوف بالضبط. ولا تستغرق هذه العملية اكثر من 15 ثانية في المتوسط .
إلا أن هناك شرطا مسبقا هو ان يقود السائق السيارة بسرعة تقل عن 30 كلم/ساعة عندما يتم تشغيل النظام وان يبتعد مسافة نصف متر على الاقل ومتر على اقصى تقدير عن السيارات الواقفة. ويعد هذا النظام قفزة تكنولوجية كبيرة مقارنة بأجهزة الاستشعار الخاصة بايقاف السيارات المثبتة في واقي الصدمات في الكثير من السيارات التي تحذر السائق باصدار اشارة صوتية اذا اقترب كثيرا من الاصطدام بسيارة واقفة في الامام او الخلف.
ويأتي نظام المساعدة في ايقاف السيارة الذي فاز بجائزة الابتكار السنوية هذا العام لنادي السيارات الالماني مدمجا مع نظام" بارك بايلوت وهيل هولد كونترول" الذي ينبه السائق إلى المسافات ويجعل السير على الطرق الصاعدة أكثر سهولة.
وتقول شركة فولكسفاغن انه يمكن تركيب النظام في السيارات الاخرى ولكن بسعر 666.80 يورو.